الجمعة، 6 مارس 2009

أنواع الكتابة



الهيروغليفية

منذ نشأت المجتمعات المنظمة ظهرت الحاجة إلى حفظ سجلات المعاملات التجارية و حصر الإنتاج الزراعي و الثروة الحيوانية، و المراسلات بين التجار، و بظهور الدولة ازدادت الحاجة إلى الكتابة كوسيلة للتنظيم، و تسجيل مقادير الموظفين و مؤونة الجنود، و سجلات الضرائب، و حفظ التراث الديني و سير الملوك و الآلهة.
لذا فقد عدت الكتابة منحة إلهية و ممارستها طقسا، و نال الكتبة مكانة رفيعة اجتماعيا و حظوة عند الملوك، و اقتصر تعليم الكتابة على الصفوة.
مرت الكتابة في مصر القديمة بمراحل متعددة:
الخط الهيروغليفي
هي أولى الخطوط التي كتب بها المصري القديم لغته، وقد عدت كتابة مقدسة و رسمية حيث أنها كانت تستخدم للكتابة على جدران الأماكن المقدسة مثل المعابد والمقابر، و كانت رموزها تنقش على الأحجار بأسلوبي النقش البارز أو الغائر على الجدران و المنقولات مثل التماثيل واللوحات والصلايات.
تتكون الكتابة الهيروغليفية من مجموعة من النقوش المستمدة من الحياة اليومية فهي كتابة تصويرية بالإضافة لوجود حروف أبجدية وإن كانت أكثر تعقيدا من الأبجدية المعروفة الآن في اللغات المنتشرة فالأبجدية في الهيروغليفية تنقسم لثلاثة مجموعات.
المجموعة الأولى: هي الرموز الأحادي، أي الحروف أحادية الصوت مثل الحروف المعتادة اليوم
المجموعة الثانية: الرموز الثنائية الصوت، وهي رمز أو نقش واحد ولكن ينطق بحرفين معا
المجموعة الثالثة: الرموز ثلاثية الصوت، وهي نقش أو رمز واحد ولكن يعني ثلاثة )
وذلك بالإضافة لمجموعة من العلامات الأخرى والتي لا تنطق نهائيا وإنما هي من أجل أغراض نحوية مثل تحديد المثنى والجمع والمذكر والمؤنث وبعض الرموز المؤكدة للمعنى والتي تعرف بالمخصصات .
الخط الهيراطيقي
أشتقت كلمة هيراطيقي من الكلمة اليونانية ( هيراتيكوس ) ( Hieratikos ) وتعني كهنوتي حيث كان النظام الذي طوره الكهنة لتدوين النصوص الدينية و الوصفات السحرية و سجلات المعابد و الأديرة على لفائف البردي ويعد تبسيطا للخط الهيروغليفي يتميز بمناسبته للكتابة بالحبر و القلم عاى الورق.
الخط الديموطيقي
اشتق اسمه من الكلمة اليونانية "ديموس" والنسبة منها "ديموتيكوس" وتعني الشعبي وهو كما يظهر من اسمه خط للاستخدام اليومي، خط مبسط من الهيراطيقي يتميز باختصاره و سرعة كتابته و سلاسة أشكاله و مناسبتها للكتابة اليدوية بالقلم.
أدخل النص غير المنسق هنا===الخط القبطي=== وهو آخر ما استخدم من نظم لكتابة اللغة المصرية في أخر مراحلها، و هي القبطية، و لذلك ارتبط اسماهما.
في ذلك الوقت، كانت مصر تحت حكم اليونانيين، و ربما وجد المتعلمون و الكهنة أن استخدام نظام كتابة مشتق من الأحرف اليونانية يشكل ميزة، فاستنبطوا نظاما لكتابة اللغة المصرية قوامه أحرف اللغة اليونانية مضافا إليها سبعة رموز لتسجيل أصوات وجدت في اللغة المصرية و لم توجد في اليونانية.
أثره
كان انتقال المصريين إلى كتابة لغتهم باستخدام نظام الكتابة القبطية المبني على النظام اليوناني هو نهاية تطور نظم الكتابة المحلية في مصر. إلا أن تاريخ تطور نظم الكتابة كان للهيروغليفية المصرية فيه أثر كبير إذ شكلت رموزها الأساس الذي بنى عليه الساميون
نظم الكتابة الأبجدية الأولى التي بنيت عليها اليونانية و من بعدها نظم عديدة للكتابة حول العالم.
فك طلاسمها
تعود المحاولات الاولى لفك طلاسم الكتابة الهيروغليفية إلى
الاغريق. وقد ساد الاعتقاد لديهم ان الرموز الهيروغليفية هي رموز صورية. من كتابات الاغريق عن هذا الموضوع وصلتنا مخطوطة واحدة هي "الهيروغليفية" لمؤلفها هورابولون Hieroglyphica of Horapollon.
في
أوروبا خلال العصور الوسطى لم يكن هنالك اهتمام بالهيروغليفية إلا أنه عام 1422 وصلت مخطوطة هورابولون إلى البندقية مما أثار الاهتمام بها حتى أن بعض فناني عصر النهضة قاموا برسم رموز متخيلة بناء لأوصاف هورابولون واستعملوها في رسومهم كعناصر فنية.
وقد قامت عدة محاولات لكشف طلاسم الهيروغليفيه قبل اكتشاف حجر رشيد في العصر الحديث، منها محاولات الأب كرشر اليسوعى الذى عرف أن القبطيه ماهى إلا لهجة أو لغة منحدرة من المصرية القديمة.
وأول جهود بعد اكتشاف حجر رشيد كانت محاولات فيليب دى ساسى 1802 وكان عالما بالعربية وقد انصبت محاولاته على الخط الديموطيقي لأنه ظن أن له علاقه بخط الرقعة العربي لتشابههما ظاهريا في الانسياب، إلا أن أبحاثه لم تسفر إلا عن نتيجه واحدة وهى أنه عرف أن أسماء الملوك توضع في خرطوش و هو مما أقاد شامبليون لاحقا.
بعد اكتشاف
حجر رشيد خلال الحملة الفرنسية على مصر قام العالم شامبوليون بنشر اكتشافه حول كيفية فك طلاسم اللغة الهيروغليفية عام 1822. وقد اعتبر شامبوليون أول من اكتشف أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية وقام بفك رموزها.
الا أنه عام 2004 كشف عالم المصريات
عكاشة الدالي أن أول من اكتشف أن الرموز هي عبارة عن رموز صوتية أي حرف هو العالم العربي ابن وحشية وكان ذلك في مؤلفه شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام الذي درس فيه 89 لغة و نظام كتابة قديمة منها الهيروغليفة وقام بتحليل العديد من رموزها الذي وضعه سنة 861م، وقد حقق المستشرق النمساوي جوزف همر تلك المخطوطة وترجمتها إلى الإنجليزية ونشرها في لندن عام 1806 أي 16 عاما قبل اكتشاف شامبوليون، و نشر خبر ذلك في عدة وسائل اعلام غربية كما أن الباحث السوريّ يحيى مير علم توصل إلى ذات النتيجة وذهب البعض إلى القول أن شامبوليون كان قد اطلع تلك هذه المخطوطة إلا انه لا توجد لدينا دلائل تؤكد أو تدحض هذا الادعاء.
الهيراطيقية
كانت الكتابة الهيراطيقية نوعا من أساليب الكتابة الجارية (المتصلة) التي تطورت، فيما هو واضح، في نفس الوقت مع الكتابة الهيروغليفية؛ فاستخدم النظامان جنبا إلى جنب. وجاءت التسمية "هيراطيقي" من كلمة يونانية بمعنى كاهن؛ حيث كانت تستخدم فقط في كتابة النصوص الدينية. وكانت الهيراطيقية تدون بفرشاة من البوص (الغاب) والحبر، ودائما من اليمين إلى اليسار؛ على أوراق البردي والجلد والألواح الخشبية والأوستراكا ( وهي شقافاتُ أو كِسارات فخار)، وكذلك الكتان: فالخطاب إلى الموتى من الدولة القديمة، وشارات التعريف للمومياوات، كتلك التي على تابوت رمسيس الثاني، كتبت جميعا على الكتان. واستخدمت الكتابة الهيراطيقية أيضا في تدوين الوثائق التجارية والحسابات والرسائل. وكانت تدون عامة في صفوف، وأحيانا في أعمدة؛ تحديدا بعد 1800 ق.م. ولقد اختلفت النصوص الهيراطيقية وفق مهارات الكتابة لدى الكاتب ونوع النص. وتبين النصوص الهيراطيقية المتبقية عامة عناية فائقة بجمال الخط للنصوص الأدبية والدينية، مع طريقة اختزالية متصلة للكتابة السريعة؛ وخاصة بالنسبة للسجلات القانونية والوثائق الإدارية. ومن ناحية أخرى، فإن الرسائل الخاصة تعكس نطاقا واسعا من الكتابة اليدوية. والفارق الرئيسي بين الكتابة الهيروغليفية والكتابة الهيراطيقية هو في وصل العلامات (الأحرف)، ويسمى بالربط؛ والذي استخدم عامة لتشكيل أزواج أو مجموعات مختصرة من العلامات في الكتابة الجارية (الموصولة) للنصوص.
الديموطيقية
كانت الديموطيقية أكثر أنواع الكتابة، التي طورها قدماء المصريين، اختصارا واتصالا. وقد أصبحت الديموطيقية كتابة الاستخدام اليومي، بداية من منتصف القرن الثامن قبل الميلاد؛ وحتى القرن الرابع الميلادي. ويأتي مصطلح "ديموطيقي" من الإغريقية بمعنى "ناس أو شعبي". ومن الواضح أن الديموطيقية قد تطورت في مصر السفلى (الوجه البحري) خلال الأسرة السادسة والعشرين؛ ويرجع تاريخ أقدم وثيقة (معروفة) مكتوبة بالديموطيقية إلى السنة الحادية والعشرين من حكم الملك بسماتيك الأول(حوالى 643 ق.م.)، وتأتي من الفيوم. وقد تطورت الديموطيقية أساسا من الهيراطيقية، وكانت تكتب مثلها: من اليمين إلى اليسار، دائما. كما أن النصوص الديموطيقية كانت تدون بالحبر، وباستخدام فرشاة (قلم) من البوص (الغاب)؛ على أوراق البردي أو الأوستراكا (كسر الفخار). وإضافة إلى تلك المواد، فإن النصوص الديموطيقية كانت تدون أيضا على الخشب أو الكتان، أو تنحت في الحجر أو المعدن. وكانت الكتابة الديموططيقية تستخدم في تدوين النصوص الدينية أو التعويذات السحرية، ونصوص تدريب الكتبة والرسائل والوثائق القانونية والتجارية.
القبطية

أصل اللغة القبطية
اللغة القبطية هي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التي تكلم بها و كتبها قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة ألاف سنة. و الرأي السائد لدى العلماء انها تنحدر من اللغة المصرية المتأخرة Late Egyptian مباشرة, حسبما كانوا يتحدثونها في القرن السادس عشر قبل الميلاد مع بداية الدولة الحديثة
ولكن العلامة شين M. Chaine يسجل رأيا جديدا في مقال له عن اللغة الوطنية الشعبية لمصر القديمة يؤكد فيه على ان اللغة المصرية و اللغة القبطية كانتا متعاصرتين و موجودتين معا منذ أقدم العصور. و يقدم دراسة مستفيضة لقواعد اللغتين يتسخلص منها ان اللغة المصرية لم تكن لغة تخاطب و إنها هي مأخوذة عن القبطية - ياعتبار ان القبطية هي الأصل - و قد صيغت بحيث يستخدمها الكهنة و الكتبة فقط. و ظلت معرفتها في دائرة الكتية فقط دون عامة الشعب
المحاولات الأولى للكتابة القبطية :
المرحلة الأولى
إن أقدم وثيقة موجودة إلى الان تسجل واحدة من المحاولات الأولى لكتابة لغة التخاطب المصرية بالحروف اليونانية (Proto Coptic) هي بردية هايدلبرج 414 التى ترجع إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد. و تشتمل على قائمة لمفردات قبطية بحروف يونانية مع ما يقابلها في المعنى باللغة اليونانية. و هي مكتوبة بواسطة شخص يوناني. و ربما سبقت هذه الوثيقة محاولات اخرى لم تصل الينا.
المرحلة الثانية
بدات في العصر الروماني و هي المعروفة بالكتابة القبطية القديمة Old Coptic و ترجع وثائقها إلى المصريين الوثنيين الذين عاشوا في القرنين الثاني و الثالث قبل الميلاد. و هي وثائق لا علاقة لها بالمسيحيين لأنها تتصل بالسحر و التنجيم بالإضافة الي لافتات المومياوات و ما شبة ذلك.
دور الكنيسة في تعميم استخدام اللغة القبطية
بالرغم من ان المحاولات الأولى للكتابة القبطية و كذلك ايضا الوثائق المعروفة باسم "النصوص القبطية القديمة" قد تمت بواسطة الجماعات الوثنية في مصر إلا ان الفضل في تثبيت الأبجدية القبطية في الوضع الذي تعرف يه حاليا و تطبيع نظام هجاء الكلمات كان بواسطة الكنيسة المصرية في عهد البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر 189 - 232 م و خلفائه.
ففي البداية كان الانجيل يقرا باليونانية ثم يترجم شفاهيا و لم يمكن كتابته بالديموطيقية بسبب احتوائها على على الكثير من الرموز و المشتقات الوثنية. و لما زادت الحاجة إلى ترجمة مصرية مكتوبة للأنجيل أستخدمت الأبجدية اليونانية لهذا الغرض مع اضافة سبعة حروف ديموطيقية هما Ϣ Ϥ Ϧ Ϩ Ϫ Ϭ Ϯ و هي الكتابة التي تعرف بالقبطية. و مع انتشار ترجمة الانجيل بين الناس انتشرت معه اللغة القبطية و عم استخدامها

العصر المسيحي الإسلامي
اللهجات القبطية الخمسة الرئيسية
الحروف القبطية الواحد والثلاثون
نُطق الحروف الابجدية القبطية
ألفاظ مصرية قديمة تترسب بلهجتها القبطية في حياتنا اليومية
تغيير البابا كيرلس الرابع لنطق الحروف القبطية:
قام
البابا كيرلس الرابع (1854 – 1856 م) بتغيير نطق الحروف القبطية حتى تتماشئ مع النطق اليوناني للحروف و هذا تسبب في تغيير نطق اغلب الكلمات القبطية و ظهور حروف لم تكن موجودة من قبل مثل حرف الثاء و شبه اختفاء حروف كانت موجودة من قبل مثل حرف الدال ( حرف الدلتا ينطق دال في أسماء الاعلام فقط و هناك كلمات قليلة جدا ينطق بها حرف التاف دال ماعدا ذلك لم يعد يوجد دال في اللغة القبطية)
و أطلق على طريقة النطق الجديدة اللفظ الحديث و طريقة النطق الاصلية اللفظ القديم ، تم تدريس اللفظ الحديث في الاكليريكية و مع مرور الوقت اختفى تقريبا اللفظ الاصلي (القديم)، و مازال اللفظ الحديث هو الستخدم في الكنائس كلغة العبادة حتى الان
هناك محاولات (بسيطة حتى الان) لتدريس النطق الاصلي للغة حتى تستخدم في الصلاة بدلا من اللفظ الحديث .
لكن هناك مئات الكلمات التي أنتقلت من اللغة القبطية الاصلية إلى اللغة العربية العامية و التى مازالت مستخدمة حتى الان في مصر

ليست هناك تعليقات: